إعلاميون

زقادة وشعبان وحشاشنة ويحياوي وبراكتة والبقية.. أسماء صنعت ربيع الصحافة الأوراسية

بودي ان أحيي جمعية المراسلين والصحفيين الأوراس باتنة على التقليد الجميل الذي تقوم به كلما حلت علينا مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.. من خلال تكريم وجوه اعلامية قدمت الكثير في ولاية باتنة وما جاورها.. من الجيل الأول إلى الأجيال المتتالية.. ناهيك عن أنشطة متنوعة وثرية تتماشي مع المناسبة.
وفي نسخة هذا العام شهدنا تكريم عدة اسماء صنعت بحق ربيع الصحافة الباتنية والأوراسية بشكل عام.. فقد تذكروا المرحوم الجمعي حشاشنة وكرموا موسى يحياوي وسليمان براكتة خلال النشاط الرئيسي الذي أقيم امس بندوة حول الإعلام الثقافي. كما تم القيام بزيارة مجاملة في ثناياها ثقافة الاعتراف ورد الجميل.. مست الوجهين الإعلاميين الأكاديميين الديناميكيين الشاذلي زقادة واليمين شعبان..


اسماء خمسة تركت بصمتها في مهنة المتاعب وقدمت الكثير لنقل انشغالات وهموم الأسرة الأوراسية في مختلف المجالات والقطاعات.. مثلما تشترك هذه الأسماء في الكفاءة والطيبة والتواضع وحسن التعامل.
الشادلي زقادة معروف بطيبته وروحه المرحة.. مثلما هو معروف بتضحياته في حقل الإعلام رغم كثرة الألغام.. فعمل في باتنة وفي ولايات أخرى صحفيا بجريدة النصر.. ثم اشتغل في أسبوعية الأوراس التابعة لمؤسسة النصر. وتولى رئاسة تحريرها مطلع التسعينيات خلفا للأستاذ العربي ونوغي.. حيث عمل مع طاقم اغلبه من الشبان آنذاك. ثم التحق بعد ذلك بجريدة الخبر كصحفي ومدير لمكتب باتنة قبل أن يتفرغ كلية للعمل الأكاديمي كاستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة باتنة.

الجمعي حشاشنة رحمه الله كان واحدا من الأقلام العميقة.. اهتم وكتب كثيرا على الجوانب التاريخية بالأوراس. حين اشتغل وتعامل مع أسبوعية الأوراس الأولى. اتسمت بعض مواضيعه بالجرأة والشجاعة والمجازفة في الوقت نفسه.. حيث كسر بعض الطابوهات التي كان يصعب تناولها في التسعينيات.. وفي مقدمة ذلك قضية إعدام العقيد محمد شعباني وملف التشويش في الأوراس خلال الثورة وغيرها من المواضيع الهامة والحساسية. كما ساهم في، تأسيس أسبوعية الأوراس منتصف التسعينيات وقد ارغمت على التوقف مثل الأوراس الأولى. التقيت بالمرحوم الجمعي حشاشنة في مناسبة واحدة.. تعرفت عليه بفضل الزميل العزيز حسان اسعيد Hacene Saied.. وقد توفي عام 2020 متاثرا بوباء كورونا بعد مسيرة هامة في الشقين الاعلامي والسياسي.

موسى يحياوي قلم مبدع وذو شجون. مرة يجره إلى الأدب وهمومه وفي الغالب نحو الصحافة ومتاعبها. في عمل أسبوعية الأوراس الأولى.. كتب مواضيع هامة في، الثقافة والمجتمع.. بعض مواضيعه لم تمت ولن تموت.. فقد نحتها بلغة جمعت بين التحليل والرأي والإبداع في قوالب حضر فيها العمل الميداني والبورتريه والرؤية النقدية.. لما التحق باذاعة الأوراس كان شحرورها وعصفورها النادر بفضل صوته المميز وفصاحته وطريقة مغازلته للميكروفون تقديما وتنشيطا.

اليمين شعبان حرص ان يكون قلمه هو الآخر حاملا لمطالب الأوراسيين وانشغالاتهم.. فكان ضمن طاقم أسبوعية الأوراس الأولى مطلع التسعينيات.. ثم عمل مراسلا لجريدة النصر.. ليتفرغ هو الآخر للعمل الأكاديمي.. حيث يشتغل أستاذا في جامعة خنشلة.

سليمان براكتة Slimane Brakta معروف بحيويته وصرامته وتسامحه أيضا. كما يقال اللي قلبو على لسانو.. عرفت اسمه اول مرة بمناسبة تعليقه على مباراة رياضية كروية بمعية محمد الصالح فلاح.. واعتقد ان هذه أول تجربة له مع الإذاعة الوطنية.. حصة رياضة وموسيقى.. تقديم علي خباش. مطلع التسعينيات… وبعد ذلك سمعت صوته لأول مرة وهو يقدم النشرة على أمواج إذاعة الأوراس عام 1994.. وبالعودة إلى الأرشيف وجدت ان له تجربة مهمة مع أسبوعية الأوراس. وكانت له مواضيع رياضية نوعية واكب بها أنشطة الكرة الباتنية.. حيث حاول عدة رياضيين مثل الساسي حاوزماني.. وواكب الموسم المثير بين شباب باتنة ومولودية باتنة وصعود الكاب منتصف العام 1993.

كتبت هذه الخربشات لأحيي الوجوه المكرمة.. ولأشكر أسرة جمعية الصحفيين والمراسلين الأوراس باتنة بقيادة رئيسها هشام ارزقي Hicham Arezki على انشطتها النوعية المتنوعة وتقاليدها النبيلة. وعلى هذه الالتفاتة البهية في حق وجوه إعلامية قدمت الكثير للرقي بالإعلام بباتنة.. أقلام وأصوات ووجوه عرفناها ونحن صغارا.. واستفدنا منها بشكل مباشر او غير مباشر حين دخلنا هذا المعترك الصعب..
ونتذكر بالمناسبة اسماء أخرى قدمت الكثير للصحافة الباتنية في الزمن الصعب والجميل.. في زمن الهاتف البسيط والتليغرام والفاكس والظروف الصعبة إن لم نقل المستحيلة. وجوه نعترف بجهودها وتضحياتها.. بعضها رحلت عنا وأخرى تمارس حياتها في صمت.. قد نتفق معها مثلما قد نختلف.. لكن تستحق منا كل التقدير والاحترام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى