أعلنت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري في الجزائر عن تعليق عددين متتاليين من برنامجين رياضيين، هما “أحكي بالون” على قناة “البلاد تيفي”، و”دزاير سبور” على القناة الإلكترونية “دزاير توب”، وذلك بعد تسجيل انتهاكات أخلاقية خلال بثهما. جاء القرار في إطار جهود الهيئة الرقابية لضمان التزام وسائل الإعلام بالمبادئ المهنية واحترام حقوق الإنسان.
أوضحت السلطة أن القرار جاء نتيجةً لتجاوزات خطيرة شابت حلقات البرنامجين، تمثلت في بث خطاب يمسُّ كرامة الإنسان ويُحرض على الكراهية والتمييز العنصري، إلى جانب سقطات مهنية أخرى خلال مناقشة القضايا الرياضية. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من سياسة رقابية صارمة تهدف إلى حماية المشهد الإعلامي من المحتوى المُسيء، لا سيما في البرامج الحوارية التي تصل إلى جمهور واسع.
في تفاعل سريع مع القرار، اعترف الممثل القانوني لقناة “البلاد تيفي” بالخطأ المرتكب في برنامج “أحكي بالون”، حيث تلفظ أحد الضيوف بكلمات مُهينة تجاه مدرب فريق اتحاد العاصمة، مما أثار موجة استنكار على منصات التواصل الاجتماعي. من جهتها، قدمت قناة “دزاير توب” الإلكترونية اعتذارًا عبر ممثلها القانوني، مُقرّةً بأن محللًا في برنامج “دزاير سبور” تجاوز الحدود المهنية والأخلاقية خلال تحليله لإحدى القضايا الرياضية.
يأتي هذا التعليق في وقت تشدد فيه السلطات الجزائرية على ضرورة التزام الإعلام بدوره التوعوي والتحليلي، بعيدًا عن الخطاب الهابط أو المُتطرف. وتُعَدُّ الرياضة من المجالات الحساسة التي تجذب شريحةً كبيرة من الشباب، مما يفرض على الإعلاميين مسؤولية مضاعفة في تعزيز قيم التنافس الشريف واحترام الخصوم. من جهة أخرى، يُبرز القرار أهمية الآليات الرقابية الفعالة في مواجهة الانزلاقات الإعلامية، مع إتاحة الفرصة للقنوات لمراجعة سياساتها التحريرية وتدريب كوادرها على ضوابط العمل الإعلامي المهني.
في حين يُعتبر قرار التعليق رسالة تحذيرية لبقية الوسائل الإعلامية، فإنه يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول معايير الحرية الإعلامية وحدودها في ظل الحفاظ على القيم المجتمعية. كما يُؤكد على ضرورة تعاون جميع الأطراف — من هيئات رقابية وإعلاميين وجمهور — لبناء خطاب إعلامي مسؤول، يحترم التنوع و يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية .
