مبدعون

مواهب الإعلام و الصحافة في الجزائر .. إعلاميون من قلب الجامعة .

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي في الجزائر، برزت العديد من المبادرات الشبابية الطموحة التي تسعى إلى إعادة تشكيل هذا الفضاء بما يواكب متطلبات العصر وروح الابتكار. من بين هذه المبادرات الواعدة، تبرز “مواهب الإعلام والصحافة في الجزائر” كنموذج ملهم لمنصة إعلامية شبابية، استطاعت أن تجمع حولها طاقات طلابية متحمسة وشغوفة بعالم الصحافة والإعلام.

هذه المبادرة انطلقت من رحم الجامعة الجزائرية، تحديدًا من أروقة كليات علوم الإعلام والاتصال، حين قرر مجموعة من الطلبة الجامعيين الشباب إطلاق فضاء افتراضي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في 03 جانفي 2017. البداية كانت متواضعة، عبارة عن مجموعة خاصة لتبادل التجارب والأفكار بين الزملاء، لكنها سرعان ما تحولت إلى منصة تفاعلية نابضة بالحياة، تستقطب المئات من المهتمين والمتابعين من مختلف جهات الوطن.

ومع اتساع رقعة المشاركين، تم إنشاء صفحة عامة على فيسبوك، لتكون واجهة إعلامية للمجموعة ومتنفسًا لنشر المواهب والمحتوى الإعلامي الشبابي المتنوع. وقد بلغ عدد أعضاء المجموعة ما يزيد عن 27 ألف مشترك، وهو رقم يعكس مدى تفاعل واهتمام الشباب الجزائري بقضايا الإعلام، ورغبتهم في إحداث تأثير حقيقي في هذا المجال الحيوي.

ما يميز “مواهب الإعلام والصحافة في الجزائر” هو ذلك الحس الجماعي بالمسؤولية الإعلامية، حيث يتقاسم الأعضاء الرؤى والطموحات، ويطرحون أفكارًا لتطوير المحتوى الإعلامي وتجاوز النمطية السائدة. كما أنها تمثل مدرسة إعلامية غير رسمية، تتيح للطلبة والمواهب الناشئة فرصة التدريب والممارسة، من خلال نشر مقالات، إعداد تقارير، وتنظيم لقاءات تفاعلية افتراضية.

ولعل من بين عوامل نجاح هذه المبادرة، هو الإشراف الأكاديمي الذي يحظى به المشروع، حيث تتبناه وتدعمه الأستاذة البروفيسور صونيا عبديش، أستاذة علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3. هذا الدعم الأكاديمي أضفى بعدًا علميًا واحترافيًا على المبادرة، وساهم في تعزيز مصداقيتها وتوسيع آفاقها.

إن “مواهب الإعلام والصحافة في الجزائر” ليست مجرد مجموعة فيسبوكية، بل هي تجربة رائدة في الإعلام البديل، تُجسّد طموح جيلٍ جديد من الصحفيين والمبدعين في إحداث تغيير إيجابي في المشهد الإعلامي الوطني. إنها شهادة حية على أن الشباب الجزائري، حين تتوفر له المساحة والفرصة، قادر على أن يصنع الفارق، ويبني إعلامًا أقرب إلى الناس، وأكثر التصاقًا بقضايا المجتمع.

وهي دعوة أيضًا للجهات الفاعلة في القطاع الإعلامي والأكاديمي، للاهتمام أكثر بمثل هذه المبادرات، واحتضانها وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها، لأنها تمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الإعلام الوطني، وتؤسس لثقافة إعلامية جديدة، عمادها الشباب، وروحها الإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى