🔴لماذا نسمة للنشر والتوزيع؟
كتب : نجم الدين سيدي عثمان
حين أنهيت تأليف كتابي الأول حاولت نشره مع الوكالة الوطنية للنشر والاشهار ANEP، وأذكر جيدا أنني قضيت شهرين كاملين بحثا عن بريدهم الالكتروني الصحيح، فالمدرج في موقعهم الالكتروني خاطئ!
بعد مسار بيروقراطي طويل وصلت إلى المسؤولة شخصيا ومررت لي مع أحد الموظفين الايميل، ولكنها نسيت الكتاب ولم تتذكرني سوى بعد عامين كاملين، وسأكمل لكم بقية هذه القصة في آخر المنشور.
أعدت إرسال المخطوط لناشر آخر بعد حديث هاتفي، من يومها وأنا اتفقد بريدي الالكتروني كل يوم منتظرا جوابه، بعد 8 أشهر سألته، فرد مستغربا “أي كتاب؟”.
🔸خيبة الأمل الشديدة هو ما يشعر به الكاتب حين يلاقي هذا النوع من الناشرين، فلا هم يقدرون شقاءه في كتابة نصه، ولا هم يعرفون فنون التعامل الانساني.
إن ما دفعني مع شريكي فاتح لاطلاق مشروع دار نسمة للنشر والتوزيع بعد أن ألفت مجموعة كتب سابقة، هو الرغبة في تجنيب الكاتب بعض التجارب المريرة التي عشتها شخصيًا، لذا وضعت تقدير المؤلِف واحترامه وإيلائه عناية يستحقها أولوية، إذ تتم الإجابة على مخطوطه بعد أيام قليلة بتقرير مفصل يتضمن كل شيء، ليشعر أنه يتعامل مع دار نشر كتب تفهمه ويفهمها، لا مع تاجر.
🔴هل هذا يكفي لافتتاح دار نشر؟
طبعا لا يكفي، أذكر أن صديقي وشريكي في المشروع فاتح رغيوة Fateh Tarzous حين عرض عليّ الفكرة أول مرة قبل 3 أعوام لم أتحمس لها، والسبب أنني لا أحب أن أكرر نفسي، فما الذي سأضيفه إلى الميدان غير تجربة مستنسخة؟
🔸لكن بين أوت 2019 وأوت 2022 تغير كل شيء، وها أنا متحمس جدا للتجربة فما الذي تبدًل؟
لم تفتح الدار أبوابها (ولم تفتتح مقرا لها بعد) إلا بعد أن امتلكت مطبعتها الرقمية الخاصة التي تجعلها تقدم أفضل العروض الممكنة، كما تهدي نسخًا مجانية لمن يطبع أكثر من 100 نسخة.
لا تردّ الدار الكاتب الذي يطلب أن يطبع 5 آلاف نسخة، ولا من يريد طبع مجموعة كتب دفعة واحدة وبسرعة، ولا من يريد إتمام كل إجراءات النشر في غضون أسبوعين، لا ترد المصور الذي يطلب نشر كتاب بصور ملونة، ومن يريد التعامل عن بعد وإرسال الكتب مشحونة إليه، ولا الذي يطلب كتابًا بالألوان، فنحن دار لنشر كل أنواع الكتاب وبأي كمية وفي كل حين.
🔸وحتى إن كان للدار صبغة اقتصادية، إلا انها لا تنشر الابتذال والتفاهة ولا توافق على كل ما يردها من نصوص، كما تدعم المبدعين وتنتقي مؤلفات (في حدود استطاعتها) تنشرها على عاتقها، وتضمن تواجد كل كتبها في المعارض الوطنية، والدولية لاحقًا.
تريد دار نسمة للنشر أن تكون نسمة منعشة في الميدان، أن تسهل اجراءات النشر كلفة ومدة، أن تحيي التوثيق وتدفع نحو الكتابة، ففي الغرب لا يكتب الروائي والأكاديمي والصحفي فقط فهناك يكتب الرئيس والسياسي والفلاح والموظف ومشجع الكرة والمواطن العادي والمجرم أيضا، يكتب الجميع ويقرأ الكل وفي فنون كثيرة غير الرواية والشعر.
🔸عودة إلى قصتي مع Anep فقد اتصلت بي المسؤولة بعد نجاح كتابي الأول واحتضانه من قبل القراء تطلب نشر كتابي الثاني إن كان موجودا!، كان مخطوطي الأول قد قضى أكثر من عامين نائما في بريد مؤسستها الالكتروني يأكله النسيان دون أدنى اعتبار، وقد كان جوابي واضحًا حينها أنني لا أنشر أبدا مع من لا يقدرني!