عمر قتلاتو الرجل .. فيلم من عبق الماضي .

“عمر قاتلاتو الرجلة” فيلم قديم جزائري قديم يعود لسبعينيات القرن الماضي، الفيلم الذي عرف بأنه يصور تجاعيد المجتمع الجزائري؛ من كلاسيكيات السينما الجزائرية وأول تجربة سنمائية للمخرج الشهير مرزاق علواش .

الفيلم يحاكي يوميات شاب جزائري يعيش في منزل ضيق بأعالي العاصمة؛ يعمل في مراقبة جودة الحلي ؛ مشجع وفي للمولودية؛ يحب موسيقى الشعبي، يتردد على السينما ويحب الافلام والموسيقى الهندية؛ عومار”زهواني” ورومانسي رغم قناع “الرجلة” و “الحرمة” الذي يرتديه؛عومار شاب يعاني من الوحدة؛ حياته محصورة بين المنزل والمكتب وأحيانا لقاء أصدقائه .

الفيلم وإن كان كوميديا فهو اجتماعي بامتياز.. يدرس سيكولوجية الشاب الجزائري عموما وخصوصا في فترة السبعينات؛ ويصور حياة الجزائري العادي الذي يتنمي إلى الطبقة الكادحة..الفقر؛ الضيق؛ الأعراس؛ نمط التفكير… السرقة ..النافيقاج .. الساركل..ولعل الفيلم لا يحكي فقط قصة عومار ولكنه يصور حياة ومشاكل جيل الشباب الجزائري الثاني بعد الإستقلال .

حيث بدأ النزوح الريفي من القرى إلى المدن خاصة العاصمة وحدث نمو ديموغرافي كبير…وبدأ المجتمع الجزائري في اكتشاف نفسه بعيدا عن الهوية الاستعمارية…. أحببت في الفيلم توظيف موسيقى الشعبي الجميلة لعبد القادر شاعو و فكرة أن الشاب يروي قصته بنفسه في بورتري جميل…

الإخراج سابق لزمانه جدا والفكرة مبتكرة بالنظر إلى الحقبة التي تم فيها إنتاج الفيلم؛ أما ما لم يعجبني في الفيلم فهو خلوه تقريبا من العنصر النسوي وكذلك المتابع للفيلم يحس أنه فيلم وثائقي تصويري لحياة الشباب والمجتمع انذاك أكثر من كونه فيلم به حبكة درامية وقصة معينة؛ رغم وجود قصة البطل مع سلمى معشوقته التي يريد اللقاء بها ويحلم بها، لكن لا أدري كون هذا التقييم عادلا أم لا بالنظر إلى الفترة التي تم فيها إنتاج الفيلم والذي اعتبره النقاد أول فيلم خرج عن المعتاد في السينما انذاك ولم يعالج مواضيع الثورة التحريرية وبروبغندا الثورة الزراعية، لم أحب في الفيلم أيضا نهايته التي جاءت مخيبة ومتوقعة ومفتوحة نوعا ما، الفيلم حائز على عدة جوائز عالمية منها الميدالية الفضية في موسكو .

شاهد أيضاً

إصدارات مميزة لصحفيو التلفزيون الجزائري في الصالون الدولي للكتاب .

سجّل مجموعة من الزملاء الإعلاميين بالمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، حضورهم في فعاليات الصالون الدولي للكتاب …