لم يكن في بال أيّ من الفريق المتطوّع في حملة «الحرية لأحمد مناصرة»، التي أطلقت عريضة عالمية من أجل التوقيع عليها بهدف إطلاق سراح الأسير مناصرة، أن تتعرّض حملتهم لهجمة دعائية يقودها صحافيون إسرائيليون على شبكات التواصل الاجتماعي، بادّعاء أن الفلسطينيين يفبركون فيديوهات لمهاجمة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت حملة «الحرية لأحمد مناصرة» قد أطلقت قبل أسبوع تقريباً فعالياتها، التي تتضمن وثيقة للتوقيع محلياً وعربياً وعالمياً، وفيلماً روائياً قصيراً مدته دقيقتان ويحمل اسم «محل فاضي».
مخرج الفيلم وقائد فريق المتطوّعين، الشاب عوني اشتيوي، شرح لـ «القدس العربي» أنه فوجئ بمجموعة من الأصدقاء ووسائل الإعلام تراسله وتطلب منه توضيحاً حول منشورات تشهد تفاعلاً على منصة تويتر، تقول إن الفلسطينيين يقومون بفبركة مشاهد قتلهم من الإسرائيليين، وأن عليه أن يرد على ذلك.
ومن أبرز من قاد نشر الدعاية الإسرائيلية الصحافي إيدي كوهين، الذي تبنّى حملة منظمة وتحريضية ومفبركة على الفيلم، حسب اشتيوي. وتابع: «لقد قام كوهين بإعادة نشر مشهد لإعادة تمثيل إصابة الأسير أحمد مناصرة، وقدّمه على أنه مشهد تصوير يعمل عليه فلسطينيون من أجل الترويج لدعاية سياسية ضد إسرائيل». ولم يشر كوهين، في منشوره، إلى طبيعة المشهد المصور، ولا إلى السياق الذي جاء منه، ولا لكونه جزءاً من عمل فني يهدف إلى تصوير قصة حقيقية تعكس تجربة ما تعرّض له الأسير مناصرة منذ كان طفلاً وحتى لحظته الراهنة، حيث يعاني من ظروف صعبة وقاسية جرّاء الاعتقال والتحقيق والعزل المتكرر.
وجاء في منشور إيدي كوهين: «عاجل، الاحتلال يعدم طفلاً فلسطينياً، عاجل يا ناس، يا جماعة، أين المنظمات الحقوقية. ارحموا الفلسطينيين». وتابع، موجهاً خطابة للخليجيين: «اسأل نفسك يا خليجي: كم مرة انضحك عليك، وقرأت مقال وشفت صور وفيديوهات مضللة وظلمت إسرائيل؟».