نجم الدين سيدي عثمان – كاتب جزائري
أخبرني صديقي بهذه الحكاية فقال :
رغبت عائلتي كثيرة العدد في شراء الشقة التي تقابلنا، ولكن صاحبها الذي سبق قبل أعوام أن عرضها للبيع رفض برغم كل المحاولات، وبعد أن يئست العائلة وافق أخيرًا!!
🔸لم يتراجع وحسب، وإنما جاءهم بنفسه، واقترح ثمنًا ملائمًا وتم البيع!
اعترف أصغر أفراد العائلة الذي يبلغ من العمر 12 عامًا قبل يومين فقط أنه من دفع بصاحبها إلى بيعها، حيث أقرّ أنه بعد محاولات مضنية نجح في الاتصال عن طريق “البلوتوث” بـ “الثريا” (lustre) العصرية في شقة الرّجل، وصار كل يوم عند منتصف الليل، يطلق منها تارة القرآن الكريم وتارة أصوات مرعبة وأحيانا موسيقى “الروك” (حسب النفحة)، ولم يسع الرّجل صبره أكثر من أيام فقرر التخلّص منها والهروب.
صديقي الذي فاجأني بالقصة أكمل قائلا “أدهشنا سماع هذه الحكاية ونحن على طاولة العشاء، صمت والدي قليلا، ثم قام من مكانه وقبّل شقيقي على رأسه وهو يقول “يرحم اللي جابت وضنات، عندي genie!”.
وكانت المرة الأولى التي يمدح فيها والدتي أمامنا، حتى أن وجهها تورد وقد وقفت مترنحة حتى كادت تقع من فرط سعاداتها.
يتم أطوار الحكاية التي أجاد سر تفاصيلها “على طاولة العشاء أرادت والدتي أن تٌفاخر بـ “المازوزي”، فأخبرت شقيقي الأكبر، وكان متدينًا جدا، لكن عكس ما توقّعته، تجهم وجهه وتغيرت ملامح، وقام من مكانه بعد أن ألقى بملعقته كيفما أتفق وأطلق حكمه :”هذا البيع باطل شرعًا، اتصلوا بالرجل وأخبروه بالحكاية!!”.
🔸قبل أن يأمره والدي بصرامة شديدة : “اجلس مكانك، ابني صغير، لم يبلغ بعد وحكمه حكم المجنون، هذا راه في حكم الشرع اللي تعرفو خير منّي “منو من واحد مهبول””.
قبل أن يختم صديقي الحكاية بقوله :”لم يدهشن في القصة دهاء الفتى شقيقي وعبقريته في هذا السن، بقدر ما أدهشني والدي، الذي جعلته مصلحته يحول ابنه العبقري إلى “متيقر”😂
🔸سألت أحد أصدقائي وقد عٌرِف بالحكمة عما إذا كان هذا البيع صحيحا فقال لي :”مادام لم يخبرهم جارهم البائع بالأصوات التي كان يسمعها كل ليلة، فالبيع حلال محلل😂
