البريكس و الجزائر ..

جمال ضو – كاتب جزائري .

دعني أشير أولا أنني لست من المتحمسين لمجموعة البريكس ولا أرى أنها الهيئة التي قد تغير المنظومة العالمية المالية…وهذا لعدة أسباب…أغلب الدول في هذه المجموعة هي دول وظيفية..فلن تتمرد عن المنظومة العالمية ومنظومة الشركات الكبرى…وحتى الصين عمليا خاضعة لمنظومة الشركات الكبرى ولولا نقل هذه الشركات صناعتها إلى الصين (لأسباب مادية ربحية بحتة) ما كان للصين هذا التأثير والنمو الاقتصادي ( طبعا الصين أدارت بذكاء هذه اللعبة)…لهذا فإنني لا أتصور أن البريكس هي المخرج..بل أكاد أشبهها بمجموعة عدم الإنحياز وكلنا يعلم نهاية هذه المجموعة ودورها…وقضية الدولار واستبداله…فالشاهد أن هناك توجها من النظام العالمي نحو استحداث عملة رقمية عالمية..ولهذا فمسألة الدولار في الواقع قد لن تكون بتلك الأهمية…

بعيدا عن كل ما ذكرت وما يمكن قوله…ليس مفاجأ أن لا يتم استدعاء الجزائر للانضمام للبريكس أو قبولها..بل المفاجئة هي أن يتم قبول عضوية دولة لا تمتلك نظاما بنكيا أصلا…بلد لا يمكن لمواطنيه تحويل أموال إلى الخارج ولا يمكنهم أن يستقبلوا أموالا بالعملات العالمية إلا اذا خسروا جزءا منها…بلد لا يمتلك أي قاعدة صناعية..لا ينتج شيئا تقريبا ذا قيمة عدا البترول والغاز…بلد غير مؤثر جيوسياسيا حتى في محيطه المباشر…بلد فقد كل أوراق التأثير…بلد حجم اقتصاده كاملا لا يعادل أضعف شركات المعلوماتية العالمية…

شاهد أيضاً

كانت بعض التعليقات على منشور جريدة الأيام حول السيدة وردة تعبيرا عن سقوط أخلاقي لا …